«المنار» وتتواصل السلاسل...!!!

عضو عدد الرسائل : 150 تاريخ التسجيل : 05/07/2008

قد يكون تلفزيون «المنار» الناطق باسم «حزب الله» اعتاد قرارات منع بثه في الولايات المتحدة ودول أوروبية، على خلفية وضع تلك الدول الحزب على لائحة «الإرهاب»، علماً أن النشاط المعلن والصريح للحزب هو مقاومة إسرائيل عسكرياً بسبب احتلالها أراضي لبنانية حتى الآن.
وأغرب هذه القرارات هو أحدثها الذي صدر عن وزير الداخلية الألماني ولفغانغ شويبله بحجب «المنار» في الفنادق والأماكن العامة بحجة «مخالفته المادة التاسعة من الدستور الألماني».
ومحل الاستغراب، ليس في ما ذهب إليه اللبنانيون، من وزير إعلامهم طارق متري إلى المجلس الوطني للإعلام، في نقد سند القرار الألماني، بل في أن يأتي هذا القرار من ألمانيا الدولة الوحيدة في العالم الغربي التي نشأت بينها وبين «حزب الله» ثقة ترجمت مراراً بعمليات تبادل أسرى بين الحزب وإسرائيل، وقد وصف الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله الوسيط الألماني بـ «النزيه».
ولطالما استشف من «نزاهة» الألماني، الذي انفرد موفدوه، وبعضهم رجال استخبارات، بعقد لقاءات سرية وعلنية مع مسؤولي الحزب في عقر دارهم في إطار مساعيهم لحلحلة عقد التفاوض وإتمامه ناجزاً كاملاً، أنه لا يرى في الحزب منظمة «إرهابية» كما يصوره كثير من الإعلام الغربي، لأنه لو كان كذلك لما تكبّد هذا العناء مراراً وتكراراً.
وهل كان الدستور الألماني يتضمن تلك المادة، حين كانت السلطات الرسمية الألمانية تجري اتصالات بالحزب؟ وهل من عادة السلطات في تلك الدول المتقدمة مخالفة الدستور ومواده؟ أم أنها تخالفه حين تستدعي المصلحة وكرمى لرفات جنود إسرائيليين؟ وهل القرار الأخير يندرج في هذا الاطار أم أن وراء الأكمة ما وراءها؟
وإذا كان القائمون على محطة «المنار»، وهم حزب سياسي ومقاومة عسكرية، لا يبالون كثيراً بالمواقف السياسية لدول يعتبرونها «منحازة» الى اسرائيل «الكيان الصهيوني الغاصب» - بحسب الوصف الذي درجت وسائل إعلام المقاومة على توصيفها به - فإن أي صحافيّ سواء أكان مناصراً للمقاومة أم معارضاً لها، لا يجدر به القبول أو السكوت على قرار منع وسيلة إعلامية من البث، إيماناً منه بحق أي طرف في أن يعلن أفكاره ومبادئه صراحة، وكذلك بحق الجمهور في أن يتلقى ما يشاء من أفكار ومعلومات طالما أنه أولاً وأخيراً ممسك بالـ «ريموت كونترول».